شروط العلاج بمنتجات النحل

وهكذا نرى أن عسل النحل HONEY - كما ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد - غذاء مع الأغذية ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة وحلو مع الحلو وطلاء مع الأطلية ، ومفرح من المفرحات فما خُلق لنا شئ في معناه أفضل منه ولامثله ولاقريباًمنه.
وبعد استعراضنا لبعض الفوائد الطبية لمنتجات النحل BEE يجب ألا نفهم من ذلك أن نترك العلاجات النوعية الأخرى.
بل يجب العرض على الطبيب المختص لكل حالة ، وتنفيذ تعليماته بدقة فهو الذى يحدد - بإذن الله - التشخيص الصحيح الدقيق لكل حالة ( ومعرفة الداء نصف الدواء ) - وقد أتاح لنا الطب الحديث - بإذن من الله - وسائل تشخيصية حديثة جداً بِدءاً من التحاليل المعملية المتطورة ومروراً بالأشِعَّات التصويرية الدقيقة جداً مثل الأشعة التليفزيونية ، والأشعة المقطعية بالكمبيوتر والرنين المغناطيسى ، وكذلك التصوير الدقيق الملون للأوعية الدموية وتحديد سرعة سريان الدم بها بالصوت والصورة ، وغير ذلك من التقنيات التكنولوجية الحديثة السريعة التطور والتى سخرها الله للإنسان وأنعم بها عليه وعلمه إياها ، كما قال تعالى :
عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ العلق.

وكذلك فالطبيب هو الذى يكتشف - بتوفيق الله عز وجل - مسببات المرض والعوامل التى أدت إلى حدوثه ( حتى لايكون العلاج مجرد مسكن للأعراض فقط وإنما يكون علاجاً جذرياً ناجحاً بإذن الله تعالى ) .


والطبيب - أيضاً- هو الذى يحدد - بفضل الله تبارك وتعالى - مايناسب هذا التشخيص ، ومايناسب طبيعة هذا المريض من أدوية أو أغذية أو أشربة ، ويحدد له طريقة تعاطيها والوقت المناسب لذلك والجرعات العلاجية المناسبة له ولنوعيته ولسنه ولحالته ، ويحدد أيضا المدة اللازمة لعلاجه ، وينظر هل هناك موانع لهذا العلاج ، أو تعارض أو تداخل بينه وبين علاجات أخرى أو أمراض أخرى بالجسم أم لا .

وهكذا يجب أن يأ خذ الطبيب كل هذا فى الاعتبار عند علاج أى مريض حتى يقابل الدواء الداء - بدقة - فيصيبه فيكون الشفاء بإذن الله.

نجد أن العلم الحديث يلهث والأبحاث تجرى للوقوف على بعض الأسرار الشفائية والعلاجية للعسل ومنتجات النحل BEE ، والتى أشار إليها القرآن الكريم منذ حوالي خمسة عشر قرنا بقوله تعالى فى سورة النحل :
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النحل أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ النحل .لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

فهلا تفكرنا وبحثنا فى هذه الآيات - وهذا التفكر والبحث هو نوع من العبادة ينال فاعلها الأجر والثواب - التى ولابد أن يكون من ورائها النفع العظيم والخير العميم ، وإن أصدق الكلام كلام الله.

... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا النساء.
... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلا النساء.
ومن الفوائد المستوحاة - أيضاً - من هذا الحديث أن تكرار الدواء تحت إشراف الطبيب مع مراعاة تعليماته هى من دواعى الشفاء .

وقد دلت التجارب والملاحظات الدقيقة والمتابعات المنتظمة على أن مربي النحل BEE يتمتعون بصحة جيدة ونادراً مايُصابون بمرض السرطان ، وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل تناولهم وتعرضهم المستمر لكل أنواع منتجات النحل BEE مثل : عسل النحل HONEY ، وغذاء ملكات النحل BEE ، وسم النحل BEE وصمغ النحل BEE ، وشمع النحل BEE ، وحبوب اللقاح POLLEN .

وقد لوحظ أن قمة الاستفادة من منتجات النحل BEE بإذن الله حينما تكون مجتمعة مع بعضها البعض في خليط واحد.

وكذلك لكى يؤتى العلاج بمنتجات النحل BEE أوغيرها من أنواع العلاجات الأخرى النتيجة المرجوة بإذن الله يجب أن يكون هناك توافق بين هذا العلاج وبين النمط الحياتى والسلوكى للمريض ، فيجب الاهتمام بالراحة الجسمانية والهدوء النفسى ، والبيئة الصحية المريحة البعيدة عن مصادر التلوث ، وكذلك التغذية الصحية المتوازنة المعتدلة فى الأوقات الصحيحة المناسبة ، بالإضافة إلى الوقت الناسب للنوم بما يُعيد للجسم المرهق نشاطه وحبويته بدون إفراط أو تفربط.


مع ضرورة تغيير السلوكيات والعادات الخاطئة مثل التدخين وغيرها مما سيأتى تفصيله فبما بعد ، فكثير من المرضى يهتم باتباع العلاج الدوائى الذى يصفه الطبيب بدقة وفى مواعيده المحددة وللفترة المناسبة ، ولكنه لايهتم بتغيير أسلوب حياته وسلوكياته وعاداته الخاطئة ، والتى يكون لها دور هام فى حدوث مايعانى منه من مرض وتغييرها يكون له دور هام أيضاً فى علاج هذا المرض بإذن الله ثم يشتكى المريض بأن العلاج الدوائى لم يكن له الأثر الشفائى المطلوب.
وهكذا نعلم أن هناك توافقاً وتعاوناً بين العلاج الدوائى والعلاج السلوكى وبهذا التوافق وهذا التعاون يكون العلاج أكثر فاعلية فى إحداث الشفاء بإذن الله ، وهكذا يكون الانسجام والتوافق العلاجى .

مع الأخذ فى الحسبان أن المريض يُعتبر وحدة واحدة متضامنة تُعالَج بطريقة كلية ، لأنه إذا مرض منه عضو تداعى له سائر الأعضاء وهذا ماأثبته الطب ، فيوقد أخبرنا به مِن قبل مَن لاينطق عن الهوى ... نبينا المُصطفى محمد تشبيهه للمؤمنين بالجسد الواحد فقال :

* مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى * رواه البخاري ومسلم.

وقد لوحظ أن أكثر الأبحاث التى أجريت ، وأثبتت القيمة العلاجية لمنتجات النحل BEE تمت فى مستشفيات الدول الشيوعية التى تنكر وجود الإله وكذلك فى بلاد غير المسلمين . ومن ثقتهم فى نتائج هذه البحوث وفوائدها للإنسانية ، أقاموا مراكز طبية عالمية متخصصة للاستشفاء بواسطة منتجات النحل BEE ، كأن الله سبحانه وتعالى يثبت على أيدى أشد الناس عداوة للإسلام أنه هو الخالق العالم بأسرار الحياة قبل أن يكتشفها العلماء ، كما قال تعالى :


قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ ... البقرة.

وأن القرآن الكريم حقاً من عنده سبحانه وتعالى ، وقد حفظه الله بألفاظه وتعبيره ، ولم يسمح بتداوله بلغة غير عربية لكى لاينحرف تفسيره ، وحتى تتأكد حقيقته ، كما وصفه الله عز وجل بقوله :

الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ هود.

فعلينا نحن المسلمين أن نكمل اكتشاف الفوائد العلاجية لمنتجات النحل BEE حتى نستفيد مما أنزله الله بين أيدينا ونطبق تعاليم القرآن ونحقق أنه شفاء ورحمة للمؤمنين.


Author:

Facebook Comment